بقلم: ياسر عنانى
يوم أعلنته منظمة العمل الدولية لتركيز الإهتمام على مدى إنتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة.ففي كل عام في 12 يونيو ، يجمع اليوم العالمي الحكومات ومؤسسات أرباب العمل والعمال والمجتمع المدني، بالإضافة إلى ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم لإلقاء الضوء على محنة الأطفال العاملين وكيفية مساعدتهم.
تشير ظاهرة تشغيل الأطفال إلى استغلال الأطفال في أي شكل من أشكال العمل بما يحرم الأطفال من طفولتهم، ويعيق قدرتهم على الذهاب إلى المدرسة، ويؤثر تأثير ضار عقليا أو جسديا أو اجتماعيا أو معنويا،هذا الاستغلال محظور بموجب التشريعات في جميع أنحاء العالم.
يلعب الفقر دوراً بارزاً في ظاهرة تشغيل الأطفال، فعلى الرغم من وجود العديد من الأسباب التي تدفع الأطفال إلى العمل، إلّا أنّ الدراسات أثبتت أنّ الفقر هو العامل الرئيسيّ لهذه الظاهرة، ويُمكن اعتبار الأهل المسؤولين المباشرين عن اتخاذ قرار تشغيل الأطفال وليس الطفل نفسه، فالأسر التي تعيش تحت خط الفقر يصعُب عليها تحمُّل تكاليف معيشة أطفالهم، فبدلاً من إرسالهم إلى المدرسة فإنّهم يرسلونهم إلى العمل دون رضاهم، إذ يضطرون لتحمُّل مشاق العمل على اعتبار أنّهم جزء مهم للمساهمة في الحصول على الدخل للمساعدة على توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة، والجدير بالذكر أنّ حل مشكلة الفقر يحُد من ظاهرة تشغيل الأطفال بشكل كبير.
أول خطوة للقضاء على تلك الظاهرة تتجسد في
✓تفعيل القوانين العقابية التي تحمي الأطفال، وتحول دون استغلالهم في العمل، ومحاسبة كل من يمارس العنف ضدهم، حتى يكونون عبرة لغيرهم، مقترحين تحديد سن تجريم العمالة.
✓توفير مصدر دخل للأسر الفقيرة، حتى يجبروا صغارهم على العمل، وإعادة تأهيل الأطفال نفسيًا مرة أخرى، بعد اندماجهم مع “أولاد الشوارع”، وما نتج عن ذلك من تغير فى المفاهيم والسلوكيات الأخلاقية.
✓ضرورة تكاتف الجهات المسؤولة بشأن الطفل للقيام بدورهم بكفائة عالية للقضاء على عمالة الأطفال .
تؤكد العديد من منظمات المجتمع المدني أن تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للعديد من الأسر التي تعاني من الفقر والبطالة، هو أوّل الحلول الكفيلة بالتصدي لظاهرة تشغيل الأطفال ، بتوفير الحماية الاجتماعية والقانونية الملائمة لوقف انتهاك حقوق الأطفال واستغلالهم.