العنوان أعلاه للشاعر العراقي الكبير «مظفر النواب» في قصيدته «الصادمة الغاضبة» التي صارت أيقونة العرب في مواجهة أي عدوان إسرائيلي على المدينة المقدسة، واليوم نجد أنفسنا نستدعي هذا العنوان الذى أجده معبرًا جدًا عن الواقع.
القدس فعلا هي عروس العروبة الذى يسعى المحتل الإسرائيلي إلى اغتصابه بكل بلطجة وصفاقة وسفالة، ويتعرض مواطنو هذه المدينة العريقة لجريمة تطهير عرقي بغرض تهويد القدس ومحو الوجود العربي من داخلها، وهو أمر فضلا عن عدم منطقيته فأنه يخالف كل قواعد حقوق الانسان والقانون الدولي التي توافقت عليها الإنسانية منذ سنوات بعيدة .
أجد نفسي غاضبا تجاه هذه الدول الكبرى التي منحت نفسها حق الوصاية على الجميع باسم حقوق الانسان والقانون الدولي والشرعية الدولية، لكنها تصمت تماما تجاه الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني كله وفي القلب منهم أهالي القدس، على نحو يمثل إزدواجية فجة وتضارب غير معقول في المعايير وكيل بمليون مكيال،فيصل الأمر الى اقتحام ساحة المسجد الآقصى بما يمثله من قيمة كبيرة لدى المسلمين والعرب من القوات الإسرائيلية، ويضطر أهالي المدينة العتيقة إلى الرباط داخل المسجد تحسبا لاقتحامه فترسل لهم المخابرات الإسرائيلية رسائل على هواتفهم المحمولة بأنهم تم رصدهم كعناصر إرهابية وسيتم حسابهم لاحقا، أى بلطجة وإجرام الذى يحول من يدافع عن مسجده ومسكنه إلى إرهابى بينما المقتحم والمعتدى هو من يتوعده بالحساب؟
ربما الشيئ الإيجابي الوحيد في هذه القضية أنها أحيت مشاعر الانتماء للعروبة في نفوس الشباب بعد أن تعرضت للتشويه والابتذال بفعل مزايدات مفتعلة أو الهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل دون النظر إلى ضرورة أن يبقى الوعى يقظا وأن يعلم الجميع أنه حتى لو اضطررنا لتطبيع سياسي أو اقتصادي فإننا أيضا نعلم أنهم معتدون وغاصبون ومحتلون وأنهم أكثر من ينتهك حقوق الانسان في العالم والاهم ألا ننسى أبدا أن القدس كانت وستظل وستبقى دائما عربية.