برغم أن هذه الإجابة تُعارض بشدة براعم التذوق لدي، ولكن واجبي الأخلاقي والعلمي يحتمان علي ذلك 🙂
حسناً، لن يحدُث لك شيء على أرض الواقع، ولكنك أثرت أحد أكثر الموضوعات إثارة للجدل في وسط الأبحاث العِلمية، لذلك دعني أوضح الأمر بناءاً على دراستي، فهذا الموضوع كان جزءاً من بحث الدكتوراة الخاص بي بالإضافة إلى أنهُ أحد مشاريعي البحثية في جامعة هارفارد، والذي نال اهتماماً واسعاً نظراً لأهميته. الموضوع بأكمله لا يتعلق سوى بالمادة الموجودة في الاندومي وهي نفس المادة الموجودة في الماجي والمُعلبات، بل ودخلت مؤخراً لوسط صناعة الأدوية والمستحضرات التجميلية!
إنها مادة الجلوتامات أحادية الصوديوم – (MSG)Monosodium glutamate أو ما يُعرف ب “الملح الصيني”
بدايةً، دعنا نتعرف على السيد أيكيدا – Kikunae Ikeda 🙂
اعتاد الآسيويون على إضافة نوع من الطحالب يسمى (Kombu) إلى وجباتهم كمُحسِّن للنكهة، وبدأ هذا الأمر في عام 1908 عندما تساءل البروفيسور الياباني إيكيدا عن سبب هذا الطعم الغريب والمميز!
فقام البروفيسور باستخلاص مادة الجلوتامات أحادية الصوديوم من الطحالب، وبسبب هذا السؤال، بدأت صناعة عالمية تُقدر بمليارات الدولارات!
لاحظ البروفيسور أن هذا الطعم يختلف عن الأربعة أطعمة المألوفة لدى براعم التذوق لدى الناس: الحلو ، والمر ، والمالح ، والحامض.
وبالتالي، قام باختراع اسم جديد لهذا الطعم المُميز ليُطلق عليه الأومامي – Umami وهو مستخرج من الكلمة اليابانية Umai بمعنى “لذيذ” والكلمة بأكملها تعني Savory – Meaty بمعنى أنه يشبه طعم المرق برغم عدم احتوائه على أي نوع من اللحوم. مادة MSG هي عبارة عن ملح الصوديوم لحمض الجلوتاميك، وحمض الجلوتاميك نفسه يُعتبر من أهم النواقل العصبية الموجودة في الدماغ البشرية والتي تؤدي لإثارته – Excitatory Neurotransmitter
وقد بدأت المخاوف من استخدام MSG في عام 1968 عندما كتب طبيب وعالم أمريكي ورقة بحثية مُتعلقة بظاهرة غريبة تحدث في المطاعم الصينية وأطلق عليها “متلازمة المطاعم الصينية – Chinese Resturant Syndrome (CRS) حيث لاحظ أن الناس بعد حوالي 20 دقيقة من تناول الطعام الصيني، يبدأون بالشكوى من أعراض مُشتركة، وهي التعب الشديد واحمرار الوجه والتعرق والصداع والشعور بالخدر في الجسم بالإضافة لارتفاع معدل ضربات القلب، ومنذ ذلك الحين بدأت الأبحاث الطبية المتعلقة بهذه المادة.
ولقد وجدت الأبحاث التي أجريت على حيوانات التجارب نتائج مثيرة للقلق، حيث ارتبط اضافته وباقل جرعات بتأثيرات سامة وخطيرة على الكبد ومستويات الإنسولين في الدم والأجهزة التناسلية وتلف الحمض النووي والقلب والأوعية الدموية، بالأضافة لاضطرابات الجهاز العصبي حيث أن مادة MSG قادرة على عبور الحاجز الدموي الدماغي Blood-brain barrier والتأثير بشكل مُباشر على الدماغ.[1]
في البحث الخاص بي، تم اثبات ارتباط مادة MSG بتطور مرض التوحُد لدى الأطفال حديثي الولادة!
بسبب هذه الابحاث المثيرة للقلق عن مادة MSG، وبرغم تصنيفه من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) كمكون غذائي “معترف به عمومًا على أنه آمن” ، لكن استخدامه لا يزال مثيرًا للجدل، وتم اجبار المنظمات الصحية العالمية على وضع العلامات التحذيرية على الطعام
وبرغم جميع هذه التهديدات، لا يزال الناس يستخدمون كميات متزايدة من هذه المادة غير مدركين للعواقب المحتملة والعواقب السلبية،.
أتمنى أن تكون المعلومة مفيدة بشكل ما، فلقد أثبت العلم مدى صحة كلمات الأمهات جميعاً بانه ليس طعام صحى